Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

المدرس

10 décembre 2007

مدرس الألفية الثـــــــــــالثة

مدرس الألفية الثـــــــــــالثة

يلاحظ أن الأدوار التي يحمل المعلم مسئوليتها تتغير بصفة مستمرة مع التغيرات التي تحدث في العالم ، وان هذه التغيرات تترجم إلى ممارسات ميدانية تعكس حركة المجتمع وتطوره ، وهنا يصبح على المعلم أن يضيف إليها من ذاته ، وان يجد ويبتكر ، وأن يبادىء بما يشعر من خلال خبراته ليبتدأ عملية التربية ، ويحسن ناتج التعلم

في ضوء ما سبق يمكن القول أن المعلم مهني ، وإذا كانت هناك جامعات متخصصة في إعداده لممارسة المهنة ، فان هناك مسئولية ملقاة على عاتقه ، وهي تنحصر في انه مطالب بدور في عملية التمهين هذه. بمهني أنه مطالب بدراسة الفكر التربوي وأن يكون متمكنا من كفايات التدريس المختلفة ، وأساليب التدريس ، وكذا أساليب التقويم . وفي كل الأحوال يجب أن يكون المعلم صاحب رأى مستند إلى الدراسة العلمية ، وبالتالي يستطيع أن يشارك بالنقد والتطوير الفعال للعملية التعليمية.
والسؤال المطروح الآن: كيف يستحق المعلم أن يوصف بأنه صاحب مهنة ؟؟
إن العلاقة بين الفكر والتطبيق يمكن أن نحددها بأنها الورشة بالنسبة للمهندس ، والمزرعة بالنسبة للزراعيين ، والمشرحة بالنسبة للطب ، والبنوك والشركات بالنسبة للتجاريين وأخيرا الصف والمدرسة بالنسبة للمعلم . إذن لكل مهنة أصولها وأسسها العلمية المتفق عليها

إذن كيف يكون المعلم صاحب مهنة ؟ إن الإجابة عن هذا التساؤل لاينبغى أن يكون على درجة من العمومية ، وإنما يجب أن نحدد أدوار وكفايات المعلم على النحو التالي:
أولا: لا يتيسر للمعلم أن يوصف بأنه صاحب مهنة إلا إذا كان نافعا متجددا ومطلعا على كل جديد في الميدان ، بحيث يكون دائما على مستوى المسئولية وقادرا على المشاركة في عمليات التجديد التربوي ، فهو من خلال اتصاله بتلاميذه وإدارته العديد من التفاعلات بينه وبينهم يستطيع أن يضع يده على مواطن القصور أو النواحي السلبية ، ويستطيع في نفس الوقت أن يضع من التصورات الكفيلة بالعلاج على نحو عفوي . ولا يستطيع المعلم أن يقوم يمثل هذا الدور دون توافر الاستعداد الشخصي وتحمل مسئولياته كصاحب مهنة كفء.

ثانيا: المعلم أيضا له دور في عملية الإدارة المدرسية ، فهو ليس مطالب فقط بتنفيذ المنهج ، ولكنه إلى جانب ذلك مشارك في العمليات الإدارية المتصلة بالمنهج . فالمنهج ليس كتاب مدرسي يقوم المعلم بتلقينه للطلاب ، ولكنه مجموعة خبرات تحتاج من المعلم إلى ممارسة أساليب الإدارة من تخطيط وتنظيم ورقابة ، بالإضافة إلى ضرورة أن تساير عملية إدارة المعلم للمنهج للاتجاهات السائدة في المجتمع . والمدرسة هي إحدى مؤسسات المجتمع ، لذا يجب أن تكون المدرسة في مجموع ممارستها مكانا يمر فيه الجميع بمواقف يومية يمارسون فيها الحقوق ويلتزمون فيها بكافة الواجبات دعما للديمقراطية فهما وممارسة وسلوكا.


ثالثا: ومن أدوار المعلم والتي تميزه كصاحب مهنة دوره في ضبط المواقف التعليمية ونقل المعارف وتعميم المهارات أو العادات وتنمية الميول والاتجاهات وغيرها من جوانب التعميم . ويجب أن يكون قادرا على ممارسة هذا الدور والذي يعد بحق أهم الأدوار في تطوير المناهج. ويواجه المعلم في هذا الشأن عدة مشكلات ، فلا يوجد صف دراسي مثل الآخر ، إذ أن هناك اختلافات في مستويات الدافعية وقدرات التلاميذ وحالة المعلم ذاتها ، ونظام المدرسة ... الخ ولكي يقوم المعلم بهذا الدور يجب أن يكون موضوعيا وأن يكون قادرا على نقد ذاته . والواقع هو أن كثيرين يميلون إلى الدفاع عن أدائهم أو النتائج التي يتوصلون إليها ، وقلما يرون أن يعترفوا بالأخطاء في ذلك الأداء أو تلك النتائج ، حينما يوجه النقد لهم.

رابعا: ومن أدوار المعلم أيضا والتي يمارسها بدرجات متفاوتة دوره كمشارك في توفير عوامل الضبط لتنفيذ المنهج ، فالمنهج في تنفيذه يخضع لعمليات ضبط ، فالمعلم هو الضمان الأساسي والعامل الفعال في توفير الشروط اللازمة والظروف المناسبة لتنفيذ المناهج الدراسية ، كون المعلم صاحب مهنة لها أصولها العلمية والعملية.
وأن يعلم أن المستقبل ليس ببعيد عن ميدان العمل ، ويجب أن يدرس منذ البداية على كيفية الاقتراب منه وكيفية التعامل مع جميع أطرافه ، وكيفية تطبيق الفكرة النظرية في ذلك الميدان.
ويستحق إعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة كل رعاية واهتمام ، إذ أن توافر معلم كفء قادر على تحقيق الكثير ، وكذلك الأمر إذا لم يتم إعداد المعلم وتدريبه أثناء الخدمة العناية الكافية فهذا الأمر يعنى نتائج متواضعة حتى لو كانت المناهج الدراسية على مستوى علمي ممتاز.
إن الاهتمام بأهم موارد المجتمع وهو الإنسان في صورة المعلم ومن إحساس إدارة المدرسة بأهمية توافر معلم كفء بما تحمله هذه الكلمة من معاني . معلم قادر على التنظير من خلال ما يقوم به من ممارسات ، معلم يفكر بطريقة منطقية ناقدة في كل ما يقوم به من أنشطة أو أعمال ، معلم تتوافر فيه الكفايات اللازمة لإدارة الحياة التربوية والعلمية داخل الحرم المدرسي. هذه الكلمات كتبها الأستاذ محمود اسامة جلال ، يصور من خلالها الإطار الذي يجب أن يكون عليه المعلم في الوقت الحالي والمستقبلي. وسنسعى بعون الله تعالى من خلال موقعنا هذا إلى تدريب وتنمية قدرات المعلم ، ليصبح أكثر اتقانا لعمله

Publicité
Publicité
المدرس
Publicité
Publicité